في فرنسا عام ١٩٣٦ وتحديدًا في شهر مايو بدأ معظم عمال المصانع والشركات الكبرى في بعض مدن فرنسا اضراب عام عن العمل نظرًا لقلة الأجور وساعات العمل الطويلة، وامتد الإضراب عن العمل طوال شهر مايو حتى بدأ يشمل شريحة أكبر من العمال والموظفين بحلول شهر يونيو لدرجة أن تم وصفه بالوباء المُتفشي...
بعض عمال المصانع من الحراك |
وقتها انصاع أصحاب الشركات الكبرى والمصانع إلى مطالب العمال خوفًا من خسارات أكبر وبالتالي تم تقليل ساعات العمل في الأسبوع لتصبح ٤٠ ساعة بجانب أجازات مدفوعة الأجر على مدار العام وراتب أعلى وبالطبع لم تدم المكاسب لفترة طويلة وبعدها بعامين وبحلول عام ١٩٣٩ تم التضييق على العمال من جديد...
أكبر المكاسب لإضراب ٣٦ كان اكتشاف الشعب الفرنسي وخصوصًا الطبقة العاملة للأجواء الفرنسية الهادئة في الريف والمُنتزهات والحدائق العامة وبالتالي فالطبقة العاملة شعرت لأول مرة بمعنى "العطلة" وبعمق مفهوم السعادة واللي بالفرنسية معناه
"Le bonheur"
تبنى الصحفي الشاب ألبير كامو وقتها تعريف مفهوم ال
Bonheur
وبالفعل جعل منه مفهوم أكتر منه مجرد كلمة فوصفه بالشعور العارم بالفرح نتيجة الإحساس بالراحة والاستجمام لمدة يوم عابر وده طبعًا مفهوم تأثر بفكرة اكتشاف العطلة..
فيقول كامو
Happiness after all, is an original activity today.The proof is that we tend to hide in order to exercise it..
For happiness today it is like for the crime of common law..
وده الحوار الكامل بالفرنسية اللي بيشرح فيه مفهوم كلمة
Le bonheur
من وجهة نظره كفيلسوف وبيتكلم فيه عن مفهوم السعادة عند فلاسفة أثينا وبعض علماء النفس والاجتماع
https://youtu.be/-b2Pm-VkYag
وفي عام ١٩٦٥ بتُقبل بسكوتة الموجة الفرنسية Agnes Varda
بفيلم
Le bonheur
فيلم رقيق بعيد كل البعد عن الصخب والصراعات بتعرض فيه مفهوم السعادة اللي تم اكتشافه وأُنعم بيه على الفرنسيين، يوم عطلة بترصد فيه رحلة زوجين لمنتزه وبتعرض فاردا فيه علاقة الإنسان بالطبيعة بجانب عرض لرغباته وصراعاته العاطفية بشكل بسيط..
جودار كمان تناول نفس المفهوم لل
Bonheur
في فيلمه
Weekend (1967)
ولكن معالجة جودار بالطبع كانت سوداوية أو ممكن نقول إنها بتميل للواقعية لكنها نظرة مغايرة للعطله في نظر فاردا الحالمة والرقيقة.
تعليقات
إرسال تعليق