القائمة الرئيسية

الصفحات

 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وبحلول عام 1945 ينتهي عصر الاستبداد بشكل كامل، والذي كان بدوره يقيد صناعة السينما بإيطاليا، عن طريق السيطرة على الاستديوهات وشركات الإنتاج وتوجيه صناعة السينما للطبقة الأرسترقراطية فقط، وسميت تلك الحقبة التي سبقت الحرب ب (سينما التليفونات البيضاء) والتليفونات -البيضاء خاصة، لأنها كانت دلالة على وجود رفاهية ما تتيح لصاحبها شراء تليفون بلون أبيض، على عكس الرائج/ العشبي وهو التليفون الأسود، فكانت تلك الأفلام تميل لجونرا الكوميديا، خفيفة، متجردة من أي نقد اجتماعي أو سياسي أو حتى موضوع سياسي وأصيل، وكانت عبارة عن مسخ، تقليد سطحي لصناعة السينما الأمريكية حينها، وتظهر فيها فقط الطبقة الأرسترقراطية، كنوع من البروباجندا يعبر عن رفاهية المجتمع الإيطالي، وساعدت استديوهات هوليوود على ترويج تلك الفكرة أيضًا في أفلامها، ولذلك، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية كان لابد من الرد على تلك الصورة المنمقة- المشوهة لحقيقة المجتمع الإيطالي، الذي عانى الفقر والقمع لفترة طويلة.




بدأ رواد تلك الحركة بنزول الشوارع، وتصويرها كما هي، بدون تجميل، وبعيدًا عن الاستديوهات، ابتعدوا عن الممثلين المحترفين واستبدلوهم بسكان محليين وعابرين، ابتعدوا عن النهايات السعيدة، لأنهم رأوا أن تلك الفترة التى عاني فيها المجتمع الإيطالي وما بعدها من فترة بناء المجتمع بعد الحرب لا يمكن أن تحتوي بشكل أو بآخر على نهاية سعيدة، بل معاناة من تبعيات الحرب، والهدم والدمار المحيط بهم، ورغبة أيضًا في البعد عن السينما الجماهيرية- الرائجة في هوليوود والتي تحتم وجود نهاية سعيدة، وبطل ينتصر.


على مستوى الشكل ابتعد رواد الحركة عن التقطيعات المونتاجية السريعة، واستبدلوها بلقطات طويلة وواسعة، فتبدو أغلب اللقطات توثيقية، لحال الشوارع والمباني بعد الحرب، والفقر المطقع في تلك الأحياء.

 ولذلك كانت أفلام تلك الفترة هي بمثابة مستند، شاهد تاريخي على الحرب وشناعتها.



يعتبر بعض المنظرين أن تلك الحركة بدأت ملامحها بالظهور في فيلم سبق العام 1945 وهو فيلم


(Ossessione)

 الصادر عام 1943 للمخرج لوتشينو فيسكونتي، وهو فيلم مقتبس عن رواية 

(The Postman always rings twice)

للكاتب الأمريكي جيمس كين.


ولم تكن تلك هي المرة الوحيدة التي يحاكي فيها فيسكونتي نص أدبي وينقله للسينما، بل يعتبر فيسكونتي هو أكثر مخرجي الواقعية الإيطالية ميلًا للاقتباس من الأعمال الأدبية..


كما نرى في أشهر أفلامه وأكثرها نضجًا 

(The leopard)

 المقتبس عن رواية بنفس الإسم للكاتب الإيطالي 

(Giuseppe Tomasi)


وأيضًا فيلمه (Senso)

المقتبس عن رواية بنفس الإسم للكاتب الإيطالي 

(Camillo Boito)


كما حاكى روايتي الليالي البيضاء والغريب لكل من دوستويفسكي وألبير كامو في أفلام بنفس الاسم 

White nights / The stranger


وغيرهم الكثير.


لم يختلف رواد الموجة كثيرًا في أفلامهم من حيث الشكل والموضوع، فالمواضيع بشكل عام هي مواضيع عن الفقر، عن الأطفال المشردين، والمباني المحطمة، رؤية سوداوية ومستقبل محبط يشهده الأطفال نفسهم، ويركز أكثر على تبني ذلك المنظور المخرج فيتوريو دي سيكا في أفلامه مثل


Shoeshine / The Children Are Watching Us 

وبالطبع الفيلم الأيقوني وأكثر أفلام الواقعية الإيطالية شهرة وهو 


سارقو الدراجة (Bicycle Thieves)

والمقتبس عن رواية بنفس الإسم، صدرت قبل عامين فقط من صدور الفيلم وهي للكاتب الإيطالي 

 (Luigi Bartolini).


وهنالك فيلم لدي سيكا، ربما هو الوحيد الذي يبشر بنهاية سعيدة، لكنه أيضًا يراها كمعجزة وهو فيلم 


Miracle in Milan.



 من أهم رواد الحركة أيضًا هو المخرج روبيرتو روسيلليني

المعروف بفيلمه الأشهر 


(روما مدينة مفتوحة - Rome open city) الصادر عام 1945 والذي يعتبره الكثيرون هو شرارة الانطلاق لحركة الواقعية الإيطالية


وهو جزء أول ضمن ثلاثية سميت بثلاثية الحرب، صدر بعده 

Paisan 1946

 و

 Germany, Year Zero 1948.


واختلف روسيلليني قليلًا عن مسار الحركة في بعض أفلامه، مثل 

Stromboli, Journy to Italy, The flowers of ST. Francis


من حيث الشكل والموضوع، ففي كل من فيلمي سترامبولي ورحلة لإيطاليا ما يفعله روسيلليني هو أشبه بدراسة نفسية، فردانية، على عكس مسار الموجة التي سعت لرصد مأساة جماعية، وهنا يهتم روسيلليني بعلاقة الفرد بالمكان ورصد شعور الاغتراب، كالذي نراه مثلًا عند أنطونيوني في ثلاثية الانحطاط/ الحداثة.


أما عن الفيلم الثالث وهو أكثرهم اختلافًا، نظرًا لكونه فيلم تاريخي، فهو فيلم 

The flowers of ST. Francis

أزهار القديس فرانسيس، فهو يحكي قصة القديس فرانسيس الذي بدأ بنشر تعاليم المسيح في القرن الرابع عشر الميلادي، ويرصد الفيلم معاناة فرانسيس في محاولته جمع أتباعه ونشر تعاليم الدين، كالتسامح والمحبة والرحمة، ويعد الفيلم من أعذب أفلام روسيلليني وجدير بالذكر أن واحد من كتاب الفيلم هو المخرج الإيطالي فريدريكو فيلليني، الذي شارك مسبقًا في كتابة فيلم روما مدينة مفتوحة لروسيلليني..


لكن فيلليني، كغيره، مثل بازوليني وأنطونيوني، لم يكونوا مخلصين كثيرًا لتلك الموجة، فكانوا منشقين عنها من البداية، معتدين بفردانيتهم، رأوا أن هنالك مواضيع أكثر، ذاتية ووجودية ممكن التعبير عنها بأشكال ومواضيع مختلفة.



رواد الحركة هم



-Roberto Rosselini


-Vittorio De Sica 


-Luchino Visconti


-Giuseppe Da saints


- Pietro Germi







أفضل أفلام الموجة في رأيي هم




- The Flowers of St. Francis (1950)


- La Terra Trema (1948)


- Il posto (1961)


-Umberto D. (1952) 


-Roma open City (1945) 


-Two Women (1960)


-Bicycle Thieves (1948)  


-Bitter Rice (1949) 


-Bellissima (1951) 


-Journey to Italy ( 1954)



أرشح البدء ب 




Bicycle Thieves / Umberto D / Roma open City





 أفلام الموجة بمحصلة 28 فيلم (بالطبع هم أكثر) مع استبعاد أفلام فيلليني


- The Flowers of St. Francis (1950)

- La Terra Trema (1948)

- Il posto (1961)

-Ossessione (1943) 

-The path of hope (1950)

-Umberto D. (1952) 

-The Children Are Watching Us (1944) 

-Roma open City (1945) 

-Shoeshine (1946) 

-Paisan (1946) 

-Germany, Year Zero (1948)

- Mama Roma (1962)

- Il grido (1957)

- Two Women (1960)

-Bicycle Thieves (1948)  

-Bitter Rice (1949) 

- Senso (1954)

- Sun flower ( 1970)

- Il tetto (1956)

-Stromboli (1950) 

-Bellissima (1951) 

- White Nights (1957)

-Miracle in Milan (1951) 

- Journey to Italy ( 1954)

-Europe '51 (1952) 

- Yesterday, Today and tomorrow (1963)

Marriage Italian Style (1964)

-Divorce Italian style (1961)





تم النشر بتاريخ 13 أغسطس 2019

author-img
كاتب سيناريو وناقد مصري

تعليقات