بريسون قال جملة عظيمة قبل كده بخصوص الفن
" لا يجب أن تُظهِر كل شيء، ولو فعلت فهذا ليس بفن، الفن يرتكز على التأويلات "
في فيلم نوستاليجا لتاركوفسكي ظهرت العديد من الخيوط لتفسير ما أراد تاركوفسكي قوله..
أولهم مشهد المراية في الحلم لما الشاعر نظر فيها تفاجأ بصورة الثوري الإيطالي فقفلها تاني..
وثانيهم هو معضلة وخيط من خيوط الفيلم واللي اتكتبت على أحد الجدران
1+1=1
ومعناها إن الإتنين نفس الشخص أو بمعنى تاني الشخصيتين عبارة عن مكون لشخص تالت وهو تاركوفسكي نفسه ومعنى تالت وهو خطأ صغير+ خطأ صغير = خطأ كبير والخطأ الكبير هنا هو عدم تمكن تاركوفسكي في التصالح مع الفنان اللي جواه واللي تم إرغامه على ترك روسيا علشان يعمل فيلمه في إيطاليا وما بين تاركوفسكي الثوري اللي اتهموه بالجنون ونبذوه خلال كل عمل له... طيب الخطأ ده يتصلح إزاي؟
تفسيري لمشهد نهاية نوستالجيا لما كتبت عنه من سنة كان عبارة عن إن الفنان بيعدي من البحيرة بشمعة متوهجة ودي رمزية عن إن العالم هينتهي منه الشر ويحل محله الخير ودي اتقالت بشكل مباشر على لسان الثوري الإيطالي ومصدقهاش الفنان لما إتقالت.. المشكلة كانت إني خدت الجملة بشكل مباشر وفسرتها على إنها فعلاً رمزية لإحلال الخير في العالم في حال تطبيقها.. وأغفلت المعنى البعيد المقصود وهو إن العالم اللي هيسوده الخير هنا المقصود بيه كان تاركوفسكي نفسه واللي وصوله للتصالح مع النفس هيتم عن طريق تضحية هيقدمها واحد من الإتنين اللي جواه، تصالح تاركوفسكي مع نفسه وتسليمة لفكرة الحنين تم عن طريق إيمانه بنفسه، تصديق الفنان للثوري كان هو البداية لفض التناقض بداخله، والوهج اللي عبر بيه الفنان البحيرة كان هو توهج أندريه من جديد وده تم عن طريق تضحية الجزء الثوري بداخل أندريه مقابل إن الفنان يعيش ويكمل...
واللي إنتهى بيه الحال إنه تخلص من ضالتة وأصبح الحنين بالنسبة له هو مجرد شيء تم محوه وأصبح ماضي لا جدوى من تذكره وبيظهر ده أكتر مع فيلم أندريه الأخير اللي يلي نوستالجيا وهو تضحية واللي عمله في السويد بعد ما تناسى وقرر عدم العودة أو الحنين إلى ماضيه...
الفن ممكن يكون ليه بداية لكن الأكيد إنه ملوش نهاية.
تم النشر بتاريخ 21 مايو عام 2019
تعليقات
إرسال تعليق