السينما ، على الرغم من صغر سنها ، هي التاريخ الأكثر ازدهارًا وإنتاجًا وإثارة للجدل و هو لا محالة جزء لا يتجزأ من تاريخ القرن العشرين بأكمله.
في الواقع ، في السينما ، للتاريخ معنى أوسع ، والذي يخضع دائمًا للضغط ، تاريخ يشمل عالم الحرب والثورة ، والتطورات الثقافية ، والشمولية ، ونمط الحياة . لكن كل هذه التأثيرات ترجع إلى حقيقة أن وسيلة الاتصال هذه تتعامل أولاً مع مشاعر الناس وأخلاقهم وثقافتهم ومعتقداتهم وقادرة على غرس أفكار ومعتقدات خاصة في جمهورها ، وثانياً من البداية وحتى يومنا هذا.
بدون فهم السينما ، لا يمكن للمرء أن يفهم أفلامها. يجب أن يكون مفهوما أن السينما ، في المقام الأول بسبب شعبيتها غير العادية ، كانت دائما في خطر من القوى التي لا تستطيع السيطرة عليها ، في حين أنها بدورها لديها القدرة على التأثير على التاريخ.
ولفهم السينما يجب أن نفهم جذورها وبداياتها المثيرة للدهشة.
إليكم ذاكرة السينما الواسعة والممتعة ،و عباقرتها المخترعين ، وروادها ، ضحاياها ومدارسها وموجاتها المختلفة...
على الرغم من أن أصول الصور يمكن إرجاعها إلى فترة رسم الكهوف والمنحوتات الأسطورية ، إلا أن هذا التاريخ يبدأ بالخطوات التي أدت إلى اختراع كاميرا الفيديو وجهاز العرض ؛ هذه الحقبة في التاريخ التمهيدي للسينما هي عالم المخترعين والعلماء وليس الفنانين.
في القرن التاسع عشر ، بدأت ثلاث تجارب علمية ، أدى الجمع بينها بحلول نهاية القرن إلى إنشاء صور متحركة ، وهي:
• ظاهرة الاستمرارية البصرية أو استمرار الرؤية
• ظاهرة Phi
• التصوير أو الفوتوغراف
إن اكتشاف ظاهرتَي الاستمرارية و Phi قد مكن الانتقال من الصور الثابتة إلى الصور المتحركة ؛ لكن الحقيقة هي أنه بدون التقاط صور حقيقية ، لن يكون من الممكن تحريكها ورؤيتها على الشاشة. في هذه الحالة ، يمكننا فقط رؤية الصور التي رسمتها الأيدي البشرية وهي تتحرك ، أي ما نسميه الرسوم المتحركة.
هذا هو السبب في أن الكثيرين يعتبرون أن صناعة السينما هي وليدة مجال صناعة التصوير الفوتوغرافي .
تعود أصول التصوير الفوتوغرافي إلى عصر النهضة وتصميم الغرفة المظلمة (Camera Obscura) بواسطة ليوناردو دافنشي.
الغرفة المظلمة ، التي بناها ليوناردو دافنشي ، كانت في الواقع غرفة فيها فتحة في أحد الجدران ، إذا تم وضع شاشة بيضاء في غرفة مظلمة مواجهة للفتحة ، فكل شيء أمام فتحة الغرفة المظلمة ، سيبدو مقلوبا أو معكوسا.
نموذج للغرفة المظلمة |
صورة تشرح آلية عمل الغرفة المظلمة |
في عام 1550 ، أكملها عالم آخر عن طريق تثبيت عدسة على فتحة غرفة دافينشي المظلمة ، مما أدى إلى إنشاء صور أوضح بكثير من الصور السابقة ، ولكن لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه قبل بناء الكاميرا ثم كاميرا الفيديو.
لتحويل غرفة مظلمة إلى كاميرا ، كان الجهاز بحاجة إلى زجاج فوتوغرافي ليحل محل الجدار ، حيث قام علماء القرن التاسع عشر بمتابعة اختراع هذا الزجاج الفوتوغرافي بسلسلة من العمليات.
في أوائل عام 1816 ، حصل الفرنسي جوزيف نيسيفور نيبس ، الذي اتبع مبادئ التصوير الفوتوغرافي ، على صور شبه ضبابية على ألواح معدنية وأطلق على عمله اسم هليوجراف ؛ ومع انضمام لويس داجير ، واصلا عملهما في هذا المجال. و في عام 1839 ، تمكنا اخيرا من تقديم طريقة عملية للتصوير وتثبيت مبادئها . كانت طريقتهما بطيئة جدًا وشاقة ، لأن وقت العرض المطلوب للصورة كان خمس عشرة دقيقة. لهذا السبب ، يمكنهما فقط تصوير الحركة الساكنة ، و إذا كانا سيصوران كائنًا حيًا ، فتعين عليهما إمساك رأسه بمقبض معدني لإبقائه في حالة بلا حراك لفترة طويلة.
أول صورة في تاريخ التصوير الفوتوغرافي |
جرت محاولات أولية لإنشاء صور متحركة باستخدام الصور الثابتة ؛ وكان المطلوب من الصورة المتحركة الحقيقية هو الحركة المستمرة ، والتي بدلاً من أن تكون مزيجًا بسيطًا من الأجزاء الثابتة للحركة ، يتم تحليلها أولاً إلى وحداتها المكونة ثم دمجها.
و كان أول شخص تجاوز هذه المرحلة رجلًا إنجليزيًا يُدعى إدوارد مايبريدج هاجر إلى كاليفورنيا.
مايبريدج كان مصورًا متنقلًا ومخترعًا ، وفي عام 1872 حاكم كاليفورنيا آنذاك ليلاند ستانفورد ، الذي كان مهتمًا بتربية الخيول وسباق الخيل ، راهن مع صديق على شكل هرولة الحصان ، حيث كان يعتقد أن حوافر الخيول الأربعة ستتحرر من الأرض في نفس وقت الهرولة.
طلب حاكم كاليفورنيا من كامبريدج صنع صور فوتوغرافية لحظية لواحد من أحب خيول السباق لديه.
أمضى مايبريدج خمس سنوات في البحث لإثبات وجهة نظره أخيرًا ، حيث نشر اثنتي عشرة كاميرا متتالية على طول حواف الطريق ، ثم ربط الأشرطة بمصاريع الكاميرا واجتياز الطريق.
كان هدف مايبريدج المبدئي هو الحصول على صور لحظية منفردة، أما كونها متتابعة سريعة فقد جاء عرَضياً. وخلال السنوات القليلة التي تلت ، أتقن مايبريدج تقنية الكاميرات المتعددة الخاصة به لحركة الحصان وأطلق عليها اسم
Sallie Gardner au galop (1878)
لكن مايبريدج ركز فقط على حركات الحيوانات ، ولأن حركات الحيوانات لم تجذب الكثير من الاهتمام العام ، كانت أنشطته غير فعالة.
منجز مايبريدج |
بعد مايبريدج الذي واصل أبحاثه حتى تم سجنه بسبب تهمة جنائية ، ظهر مهندس وكيميائي يدعى لويس لو برانس.
كان لو برينس أول شخص يصنع صورًا متحركة باختراعه كاميرا فيديو ذات العدسة الواحدة ثم ذات 16 عدسة ، لكن هو الآخر اختفى في ظروف غامضة في عام 1890 .
أحد أعظم الألغاز في تاريخ السينما لم يحدث على الشاشة الكبيرة ، ولكن – بشكل مثير إلى حد ما – حدث بعيدًا عن الكاميرا في بداية قصة الصورة المتحركة.
انتهت حكاية لويس لو برانس ، الرجل الذي يُنظر إليه على أنه والد التصوير السينمائي ، في ظروف غريبة لم تحل إلى يومنا هذا.
بينما سيسيطر توماس إديسون والأخوان لوميير على عناوين الأخبار لاختراع المعدات التي جعلت الصورة المتحركة ممكنة ، كان قد سبقهما لويس لو برانس بعدد من السنوات بنموذج عملٍ استحوذ على الحركة خارج منزله في راونداي . وترك وراءه اربع اشرطة فيديو لا تقل عن دقيقة و تعد الافلام الاولى في التاريخ على الإطلاق
وهي:
- Man walking around corner 1887
- Traffic crossing Leeds bridge 1888
- Accordion player 1888
- Roundhay garden scene 1888
يعني أن أفلام لويس لو برانس تسبق أفلام إديسون ولوميير بأكثر من نصف عقد.
لويس لو برانس |
إكمالا لجهود مايبريدج ولو برانس و زملائهما من العلماء كان هناك العديد من العلماء والمخترعين في الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وإيطاليا مهتمين بتحريك الصور و تطوير تكنولوجيا صناعة الصورة والسينما وكانت شغلهم الشاغل لفترة ليست بالقصيرة.
ولعل أبرزهم هو إديسون ومساعده ديكسون في الولايات المتحدة والأخوان لوميير في فرنسا ، وجهودهما كانت وتظل محل تقدير من قبل العلماء والمخترعين ببلدان اخرى.
كان دور إديسون في ميكانيكا السينما وتصميمها مهم جدا
ومعظمها على هامش اختراع الفينوجراف وتطوير جهاز الكينتوسكوب.
و استخدم الأخوان لوميير آلية إشعال النار الدوارة داخل كاميرتهما لضمان الحركة المتقطعة للإطار إلى إطار الفيلم
، لكنهما لم يجدا هذا النمط مناسبًا في التجارب اللاحقة واستخدما طريقة إديسون لتحريك الفيلم داخل كاميرتهما.
ولا شك أن السينما وعرض الصور المتحركة ولدت مع كل هؤلاء العلماء ، وختمت هذه الولادة نتيجة مزيج من أفكار إديسون والأخوين لوميير.
لكن اغلب هؤلاء الرواد في عالم العلم كان له مصير غريب في تلك الأثناء.
تم سجن مبتكر الصور المتحركة الأولى ، إدوارد مايبريدج ، واختفى لويس لوبرانس في القطار ، وألقى إميل رينو -صاحب أول فيلم أنيمشن في التاريخ- جميع اختراعاته في النهر ، وواجه توماس إديسون وزميله ديكسون العديد من المشكلات في تسجيل الصور وتشغيلها ، وواجه جورج إيستمان المبدع في فيلمه السيلوليت قتل نفسه!
وفي النهاية ، فالأخوان لويس و أوغست لوميير هما من غيروا العالم باختراع أول كاميرا فيديو في العالم.
وكان جهازًا محمولًا يحتوي على كاميرا وطابعة وجهاز عرض.
لهذا السبب ، أصبحا معروفيْن ، ليس فقط كمخترعي التصوير السينمائي ، ولكن أيضًا كأول من صنع فيلماً في تاريخ السينما.
لويس وأغوست لومير |
لذا يمكن القول أن فن السينما بالتأكيد إبن العلم بنسبة مائة بالمائة، الذي ولد لنقل الثقافة بين الحضارات وغير القرن العشرين بميلادها...
وبعد كل تلك الجهود السابقة، وأخيرًا تطور الفوتوغرافيا، والقدرة على صناعة منتج متحرك عبارة عن مجموعة متتالية من الصور تجسدت في محاولات عدة، تمثلت البداية الفعلية لفن السينما في مجموعة أفلام قصيرة عرضها الأخوان لوميير في الثامن والعشرين من ديسمبر عام 1895 في قاعة عرض صغيرة بمقهى في باريس..
تضمن البرنامج الذي عرضه الأخوان مجموعة مكونة من عشرة أفلام قصيرة- جميعها من قلب الحياة اليومية، حيث مرة نرى مجموعة من العمال يغادرون مصنع، ومرة نرى عربة يجرها حصان، أو بستاني يسقي الزرع، وبذلك يمكننا القول أن أول تيمة سينمائية وجدت هي سينما الحياة اليومية، فكانت سينما توثيقية، تحتفظ باللقطة، تمجد العين والذاكرة- فهما الشاهد على الحياة اليومية للإنسان العادي- إنسان الشارع والإنسان العامل- وبذلك كانت العروض مستساغة ومألوفة للجمهور..
وقام الأخوان لوميير بعرض أفلامهما في غرفة صغيرة تسمى "صالون إنديان" في (Grand Café)
في باريس، وبذلك يعتبر صالون إنديان بمثابة أول قاعة عرض سينمائية في العالم...
يعقب ذلك الحدث في يناير العام التالي "1896" حدث أبرز للأخوان لوميير
، حيث تم العرض العام لفيلم
“The arrival of a Train”
ويعرض الفيلم لحظة وصول قطار للمحطة، وكانت المفاجأة هي تعرض جمهور العرض للصدمة فور رؤيتهم للقطار متجهاً صوبهم، خوفًا من اصطدام القطار الآتي من شاشة العرض بهم، ليذيع بعد ذلك صيت السينما في جميع أنحاء العالم على أنها منبع للدهشة والسحر..
ولم يقتصر السحر على ما فعله الأخوان فقط، بل امتد لتطاله يد ساحر حقيقي اسمه "جورج ميلييه"..
ولكن قبل ذكر ميليه- والذي بمثابة رائد لسينما الخيال العلمي والفانتازيا، وبمناسبة الحديث عن التيمات السينمائية فلابد من ذكر فيلم
- The kiss
أو المسمى الآخر له وهو The May Irwin Kiss
وهو فيلم تم صدوره عام 1896 من إنتاج شركة إديسون، وفيه يعيد زوجان تقبيل بعضهما بحميمية ولطف أمام الكاميرا، وبذلك يحتوي الفيلم على أول قبلة في تاريخ السينما، ولكن بعد انتشاره تعرض الفيلم للكثير من النقد من السلطات الدينية باعتباره محتوى فاضح وغير لائق...
وفي العام التالي سنة 1897 تم ظهور أربع أحداث محورية في تلك الحقبة..
أولهم فيلم
-The Corbett-Fitzsimmons Fight
وهو عبارة عن توثيق لمباراة ملاكمة استمرت لمدة مائة دقيقة، وبذلك فهو فيلم متفرد بطوله في تلك الحقبة، ولذا تعتبره بعض الآراء بمثابة أول فيلم روائي طويل...
الحدث الثاني هو فيلم
- Admiral Cigarette
وهو فيلم من إنتاج شركة إديسون، مدته ثمانية وعشرون دقيقة، الفيلم يعتبر الأول من نوعه لأنه أول فيلم دعائي للشركة، وكان الفيلم يعرض بشكل مباشر حملة إعلانية لشركة سجائر تسمى:
“Admiral Cigarette company”
واحتل الفيلم لوحة إعلانية كبيرة يمسكها بعض الرجال، مكتوب عليها
“We all smoke”
أما الحدث الثالث والأبرز فهو انتشار مقياس ال 35 مللي- الذي اخترعه ويليام كينيدي ديكسون تحت إشراف إديسون، ليستخدم لاحقا في صناعة الأفلام والرسوم المتحركة، ليتم اعتماده فيما بعد بسنين قليلة كمقياس عالمي في صناعة السينما، إلى يومنا هذا.
صورة لويليام كينيدي ديكسون- مساعد إديسون وواحد من عباقرة السينما |
الحدث الرابع هو إنشاء أول ستوديو سينمائي يستخدم الإضاءة الصناعية، من قِبل المخرج الفرنسي جورج ميلييه؛ وهو عبارة عن ستوديو كامل مصنوع من الزجاج، ويمكن القول أن ميلييه خطرت على باله تلك الفكرة بسبب شغفه الرئيسي، وهو اشتغاله بالسحر، فأضاف لذلك الاستوديو الستائر وغيرها من الأدوات، وبذلك يبدو ستوديو ميلييه أشبه بمسرح الساحر، يمارس فيه ألاعيبه وخدعه كيفما شاء...
على اليمين صورة للساحر الفرنسي جورج ميليّي على اليسار الممثل بين كينجسلي في دور ميليّي في فيلم Hugo عام 2011 لسكورسيزي، ويرثي سكورسيزي ميليي في فيلمه ويدين له بالفضل |
وعرف جورج ميلييه بفيلمه الأشهر
“A trip to the moon”
عام 1902
ويقتصر الكثيرون دور ميلييه وتأثيره على صناعة السينما في ذلك الفيلم- الذي ليس بقليل بالطبع ، فهو فيلم الخيال العلمي الأول من نوعة ، لذا فهو بمثابة فيلم رائد، لتيمة مستمرة وباقية وتطورت حتى الآن يومًا بعد يوم، ولم يكن ميلييه مخرجًا فقط، بل كان ممثلًا و مؤديًا للخدع السحرية على الشاشة، منتجًا لأفلامه، وهو أول من بدأ بتلوين الأفلام برفقة زوجته، حيث رأينا كلنا مزيج الألوان الرائع والمدهش الذي اختاره ميلييه يتجلى بفيلمه الفانتازي :
The Kingdom of the Fairies (1903)
كما برع ميليه في استخدامه للخدع التقنية، والمؤثرات البصرية واكتشف بعض آلاعيب المونتاج مثل ال
(Dissolve, jump cut...)
وكان فيلم ميلييه رحلة إلى القمر بالإضافة لكونه أول فيلم خيال علمي من نوعه، أيضًا من أوائل الأفلام التي قامت على أعمال أدبية، فكان مقتبسًا من روايتيْ
“From the Earth to the Moon”, “Around the moon “
للكاتب جول فيرن
ورواية
The First Men in the Moon
لهاربرت والاس...
ولكن قبل المزيج الأدبي الرائع الناتج عن محاولة ميلييه، تمت في العام 1899 محاولة سابقة لنقل الأدب الشكسبيري إلى السينما، وتمثلت تلك المحاولة بفيلم "King John” لكل من: والتر داندو و هربرت بيربوهيم، وكينيدي ديكسون (مخترع مقياس ال 35 مللي)...
وكان الفيلم عبارة عن محاكاة لأربع مشاهد من مسرحية بنفس الإسم لشكسبير، وللأسف لم يتبق منها سوى مشهد واحد
أما عن أول محاولة حقيقية لنقل الأدب إلى السينما فكانت بفيلم
-Trilby and Little Billee
عام 1896، والمقتبس عن رواية باسم "Trilby” صدرت في عام 1894...
وبعد كل تلك المحاولات لصنع تيمات مختلفة؛ التوثيقي والدعائي، الخيال العلمي، الفانتازيا والرومانسية، انتبه المخرجون لضرورية وجود أنواع أخرى، أكثر متعة وإثارة ، ربما لأن التسلية هي أكثر ما يمكن أن يجذب العوام والشهرة ...
ومع بداية القرن العشرين، وبعد عام 1900 تم إصدار العديد من الأفلام بتيمات جديدة ومبتكرة ولعل أبرزها :
-Fire! (James Williamson 1901)
كان فيلم Fire بمثابة أولى أفلام الأكشن في السينما ويعتبر من الأفلام الرائدة التي جمعت بين التصوير الداخلي (في الاستديو) والخارجي في الشارع، ويعرض الفيلم محاولة رجال الإطفاء إنقاذ رجل وطفله من حريق
- History of crime (Ferdinand Zecca 1901)
وفي نفس السنة تم صنع أول فيلم جريمة فالسينما ، والأمر يتعلق بفيلم History of crime للمخرج فرديناند زيكا، مع ميزتين وهما استخدام الفلاش باك مع السرد غير الخطي، فيبدأ الفيلم بعرض جريمة القتل ومن ثم اقتياد المجرم للسجن، ليبدأ المجرم تذكر ماضيه، ومن ثم يقاد للإعدام..
-The great train robbery (Edwin s. Porter 1903)
في عام 1903 ، بعد أن خلّد الأخوان لوميير صورًا للحياة اليومية وقام جورج ميلييه بتحسين الذوق السحري والخيالي للسينما للجمهور ، جاء دور بورتر لإعطاء السينما شخصية مستقلة.
شارك فتطوير السينما بتأليف وإخراج هذا الفيلم بدعم من شركة إديسون، والتي كانت السباقة في صنع أول افلام الويسترن فالتاريخ قبل هذا الفيلم سنة 1899 والأمر يتعلق ب
Cripple Creek Bar-Room Scene
من إخراج ديكسون الذي يعتبر اول فيلم يحتوي على موقع تصوير بتيمة الويسترن وفيلم
Poker at dawson city
من إخراج جيمس وايت .
فيلم سرقة القطار الكبرى بطريقة ما ، أول فيلم وفقًا لمعايير اليوم، يعتبر الفيلم طويلاً ، في حين أن مدة عرضه بالكاد تصل إلى 13 دقيقة ويعتبر من أوائل الافلام الروائية الطويلة إلى جانب رحلة إلى القمر سنة 1902
ويُعرف بأب السينما الغربية أو سينما الويسترن.
و لا تكمن أهمية هذا الفيلم ، ضمن الأوائل من الأفلام الروائية أو البدع ذات التنسيق الشعبي، لكن الفيلم نفسه جيد بدون هذه الخلفيات.
كان بورتر مخرجًا يجب أن يُطلق عليه لقب أول صانع أفلام مبدع في السينما الأمريكية ، على الرغم من أنه كان لا يزال يتعين على السينما انتظار جريفيث.
ملاحظة : نال فيلم بورتر The Great Train Robbery شرف اول إعادة إنتاج فالسينما على الإطلاق ، وتم صنع نسخة جديدة له سنة 1904 من طرف المخرج سيجموند لوبين.
وكانت الكوميديا من أولى تيمات السينما التي نشأت وتطورت بشكل ملحوظ.
حيث كان أول فيلم كوميدي بالتاريخ للأخوين لوميير سنة 1895 تحت عنوان L’Arroseur Arrosé.
بعد لوميير كان هناك العديد من المحاولات لإدخال الكوميديا في السينما وإضفاء الدعابة للأفلام، ولكن كانت كلها محاولات، إلى أن نجح ماكس ليندر في ذلك بشكل كامل، بشخصيته المشهورة "ماكس"
ماكس ليندر الذي يعتبره الكثيرون أول ممثل كوميدي حقيقي في تاريخ السينما حيث صنع أكثر من 400 فيلم لشركة Pate الفرنسية، وكلها كتبها وأخرجها وقام ببطولتها .
في معظم هذه الأفلام ، لعب ليندر الشخصية الرقيقة لرجل حسن الملبس وأخلاق سادجة للغاية .
كان تأثير ليندر على الكوميديا الخاصة بشابلن واضحاً للغاية، شابلن الذي عُرف فيما بعد بشخصية المتشرد المتكررة أيضاً بمعظم أفلامه.
من ابرز افلام ليندر في السينما الكوميدية هو:
-Max a musician (Max Linder 1913)
هجاء لاندر البورجوازي يختلف تمامًا عن هجاء شابلن العُمالي.
في ماكس الموسيقي ، تم تشكيل الشخصية السينمائية لسيد فرنسي آخر بالكامل؛ شخصية لطيفة ، بدم بارد ، ودقيقة ، ومنيعة ، لكنها متقلبة ، وغير متوقعة.
الكوميديا الخاصة به بعيدة كل البعد عن الكوميديا التهريجية ، حيث تعتمد بشكل أكبر على الإيماءات ورد الفعل ، وبدرجة أقل على المشاعر المعتادة للكوميديين الأمريكيين! ، لهذا لم يعتبرو ليندر الرائد الأول في الكوميديا .
تنقسم مسيرة ليندر بوضوح إلى فترتين: فترة أفلامه القصيرة في فرنسا (1905-1915) التي ينتمي إليها الفنان ماكس (المعروف أيضًا باسم الموسيقي ماكس) ، وفترة أفلامه الطويلة في الولايات المتحدة (1917 – 1922)
أدى تغيير الظروف بعد أحداث الحرب العالمية الثانية إلى إصابة لاندر بالاكتئاب والانتحار في نهاية المطاف في عام 1925.
كانت هذه بإيجاز المحاولات الأولى لولادة السينما، محاولات لخلق عالم جديد، بإمكانيات شديدة المحدودية، مقتصرة على مجموعة صغيرة من المبدعين، وشركات إنتاج محتكرة للصناعة، ولكن بعد انقضاء العشر سنين الأولى من القرن العشرين، انفتح العالم أجمع على السينما، وتم الترحيب والإعتراف بها كفنّ حقيقي يستطيع أن يعبر بكل صدق عن الأفكار، عن المعاناة، وعن وجود الإنسان..
ولذلك يمكننا القول أن بداية التعبير الحقيقي للسينما كانت بعد انقضاء أول عشرة سنين من القرن العشرين، وكان جريفيث هو البداية.
تعليقات
إرسال تعليق