فرانكو بيافولي، أحد شعراء إيطاليا، في نهاية فيلمه
Nostos / The return
بيخلق تتابع غاية في الرقة والشاعرية.
في المشهد بنرى عودة "أودوسيوس" للبيت، بعد رحلته الطويلة اللي امتدت لسنين، بعد خوضه حرب طروادة وبعد تيهه في البحر كعقاب من "بوسيديون" له.
"Nostos"
تعني العودة للبيت، وهي الشق الأول من كلمة "Nostalgia" ذات الأصل اليوناني، أما الشق الثاني من الكلمة وهو "Algos" فيعني الألم/ المعاناة.
والنوستالجيا هي الحنين
واستخدمت الكلمة فيما بعد كدلالة على الشعور بالحنين تجاه شيء مع استحالة العودة إليه.
( كما فعل تاركوفسكي في فيلمه Nostalghia عام 1986)
في المشهد بنرى أودوسيوس المعذب التائه مع أولى لحظات عودته للمنزل، وهنا بيافولي بيختار أن لا تقتصر عودة أودوسيوس على مجرد عودة لمنزل في العالم الذي نعيشه، بل عالم آخر، بقوانين مختلفة يألفها البطل ويعيها برغم دهشته.
فيبدو المنزل كجنة، لها باب يحرسه شيخ كبير وامرأة، أطفال بتلعب، رمان وفاكهة ( والرمان له دلالة شعرية دومًا في الفن التشكيلي والشعر، وطوعه باراجانوف بشكل رائع في فيلمه :
(The Color of Pomegranates )
تظهر أيضًا "بينلوبي" زوجة أودوسيوس، بينما ينعكس ظلها على الحائط وهي تجهز الورود لاستقبال زوجها، كما يبدو المنزل محلق في السماء، مع موسيقى "لوكا تيسادريللي" التي تتناص مع موسيقى باخ فتعطي شعور بالسمو والجلال الإلهي.
ورغم اللقطة الأخيرة التي توحي باستحالة تلك العودة، إلا أنه بيافولي خلق صورة شعرية مكتملة عن العودة، فتصبح العودة هي رجوع للجنة/ الأصل، ومعبرة عن حنين آدم الإنسان إلى موطنه الأول.
تعليقات
إرسال تعليق